أكثر المواقف حرجاً في حياتي

كان في حياتي الجامعية الكثير من الذكريات الجميلة بجانب الذكريات المريرة  من اختبارات وبعض المدرسين السيئين.

في احد الفصول الدراسية كان لدي مادة رياضيات ، كان يدرسنا بها مدّرس فلسطيني سيء الاخلاق و قذر اللسان ، حيث كان لايتردد بأطلاق شتائمه التي كان تجرح بعض الطلاب وتثير عصبية البعض الاخر.

بالنسبة لي، كنت (كافي خيري وشري) أي اني لا اشارك مع المدرس عند طرح الاسئلة و لا اعمل شيء ممكن ان يثير غضبه. وحيث كان هذا المدرس من ذوي (الأنا) حيث كان يتفاخر بنفسه بشكل غير طبيعي وكما يوصف بالعامية انه (ينفخ في نفسه) و كأنه لايكفيه ذلك الكرش الذي كان يأخذ مساحة نص متر امامه والحزام الذي يربطه على خصره يطلب الرحمة لانه يشارف على القطع من هول الشحوم. كان يخبرنا بأنه أفضل مدرس رياضيات في الجامعة و انه و انه و انه ولايخلوا كلامه من الصواريخ العابرة للقارات !!!!

كان من ضمن الامور الحساسة جدا عند هذا المدرس هو الجوال. حيث كان من اشد الاشياء التي تثير غضبه . بالنسبة لي ، كنت ملتزماً بوضع الجوال على الصامت او الهزاز قبل الدخول لاي محاضرة.

في يوم الاربعاء في نهاية الاسبوع وقبل المحاضرة الاخيرة قابلت احد اصحابي الاعزاء واتفقت مع على ان اعود معه بسيارته ليوصلني الى منزلي. ومع العجلة دخلت الفصل بسرعة لأن هذا المدرس كان لايقبل ان يدخل احد الفصل بعده لأنه بالاصل يتأخر عدة دقائق ! وبما أني مستعجل !! نسيت ان اضع جوالي على الصامت !!!!!!!!

بدأ الدرس و قارب على نهايته ……وصلت الساعة 11:45 صباحاً …. بقي خمس دقائق على نهاية المحاضرة الاخيرة !! و بينما انا منهمك في كتابة الملخص من على لوحة السبورة !!! رنّ جوالي !!!! ياااااويلي !!! (راحت الارواح)!!!! كان المدرس منهمك في الكتابة على السبورة !! توقف فوراً والتف لنا و سأل (من هاض؟) طبعاً لابد ان اعترف لانه لو لم اعترف ستكون العواقب وخيمة فلا يوجد من يستر عليك في الفصل !!! قال لي بكل برود (اطلع برَا)ورجع يكتب  … حاولت ان اتدارك الامر … انا آسف وفعلاً نسيته وهذه اول واخر مرة تحصل لي هذه المشكلة ….!! رفع صوته وقال مرة اخرى (اطلع برااااااااااااا) …. واحاول مرة اخيرة.. لوسمحت بس اكتب الملخص من السبورة …. رد علي بصوت اعلى (براااااا).

جمعت اغراضي وخرجت والوان وجهي تتقلب الوانه و احجامه . و كلّي حسرات على أنه سيحسبني غائب و يحرمني من بعض الدرجات لمن لم يغيب ابداً طول الفصل الدراسي . و لكن لايهم وبالعامي (بالطقّاق) ليذهب الى الجحيم . ولكني تعلّمت ان اضع جوالي على الهزاز او الصامت قبل دخولي محاضرته بالتحديد.

في يوم الاربعاء الاسبوع التالي اي في نفس اليوم بالتحديد وحيث كان ذكرى (الطردة) المؤلمة في الاسبوع الماضي . اقمت حفل تأبين لـ(الطردة) وذلك بوضع جوالي على الهزاز قبل ان ادخل محاضرة هذا المدرس. وحيث كنت مليئاً بالثقة هذه المرة جلست في الصف الاول بمسافة متر عن كرش هذا المدرس ! و كان الرذاذ من ريق فمه يتساقط علي كأنه رشق المطر.

في الساعة 11:45صباحاً اي قبل نهاية المحاضرة بخمس دقائق ! اتصل بي اخي ولكن الجوال موضوع على الهزاز 😉 يعني ( ياجبل مايهزك ريح 😀 ) ولكني تفاجأت بأن صوت اهتزاز الجوال كان واضحاً !!! ماذا افعل !! قبل ان يسمع صوت الهزات ولكني لا استطيع ان اخرج جوالي من جيبي لاسكته !! ياربي ماذا افعل !! لا يوجد الا حل واحد اغلق الجوال وهو في جيبي !! نعم هذه افضل طريقة ! ضغطت على الزر مرتين من الارتباك وحيث اني لا ارى الازرار …. حدثت الصاعقة الكبرى!!!!!!!! ضغطت على زر الرد و من ثم مرة اخرى فتحول الى (سبيكر) اي سماعات خارجية !!!!!!!!!! و اذا بأخي الفاضل يصرخ

الووووووووووووووووووووووووووووووووووووو الوووووووووووووووووووووووووووووووووو

لينفجر الفصل كله بالضحك علي و انا وجهي يصغر ويصغر حتى كان ان يختفي وضهر على جبهتي خطّين و نقطة عرق مثل التي عند (مروكو) و يلتفت المدرس ويقول (شووووو شووووووو هاااااااض انت مرررررررررة ثانية !!!!!! ولك حيواااااااان !!! اطلع برااااااااااااااااااااااااااا)

لا مجال للنقاش .. حملت اغراضي بشكل سريع و سحبت نفسي من الفصل في موقع لا احسد عليه على الاطلاق.

وتقبلوا تحياتي واشواقي 🙂