محاولة نشل…كادت تودي بحياتي!

 

يوم امس السبت 18 اكتوبر ، بعد نهاية دوامي في شركة سيسكو في الرياض. كنت متوجهاً الى السيارة في الشارع الفرعي بعد مبنى التعاونية في حي العليا. هذا الشارع من بدايته الى نهايته وصولا الى شارع العليا يعتبر موقف لموظفي الشركات في ابراج التعاونية وغيرها.

كنت امشي في الطرف الايمن للشارع متوجها الى سيارتي. وبينما انا امشي على رجلي وحقيبة اللابتوب معلقة على كتفي اليسار وكتاب كبير في يدي اليمنى احسست بسيارة بيضاء تقترب وتميل ناحيتي وللوهلة الاولى اعتقدت انه احد اصحابي يمازحمني . ولكن اتضح انه سارق حيث انقض على حقيبة اللابتوب المعلقة على كتفي وحيث اني كنت ممسك ايضا بقبضاتها جيداً فقد تعلقت بها واهو يحاول سحبها مني حيث انطلق سائق السيارة بسرعة بمجرد ان مسك ذلك السارق حزام الحقيبة، عندها وجدت نفسي اجر على الارض والحقيبة متعلقة بي وفي يد السارق، وكنت اصرخ بقوة بشعور لا ارادي وعندما عجز السارق عن تحرير الحقيبة مني وسرقتها تركها وتركتني ارمى على الارض.

نهضت بسرعة وحقيبتي بيدي وابتعدت عن الطريق حيث كنت مفزوعاً حيث وجدت كتابي مرمي على الارض على بعد 20 متر على اقل تقدير، اي انه جرني وانا معلق كل هذه المسافة !!

كنت مفزوعاً بكل ماتعنيه الكلمة من معنى . الشيء الغريب ان الشارع لايخلوا من المارة ولكن في تلك الثواني لم يلاحظ اي احد شيء غير شخص كان يريد ركوب سيارته ، لما رآني سألني ايش صاير ! اي انه لم يرى شيئا ايضا !! وجاء شخص بسيارته من بعيييد ! حيث رأى المشهد من بعيد جدا وسألني عن حالي و هل تمكنت من التقاط لوحة السيارة 

كنت اريد البكاء من هول الفزعة التي حلّت بي. فكنت اتخيل ان جسمي ورأسي ويداي على مسافة سنتيمرات من عجلة السيارة ! فقد كان الموت ادنى مايكون مني .

الحمدلله رب العالمين ، بصراحة لا اعرف كيف تعلقت وكيف كنت مجرورا كل هذه المسافة وخرجت بجرح متوسط في ركبتي اليسرى وبعض الجروح الصغيرة جدا في يداي. الحمدلله رب العالمين .

كل هذا حدث في ثواني لاتتجاوز الخمس ثواني ، وحتى بعد قيامي من على الارض لم استوعب انه علي النظر الى لوحة السيارة فهول ماحدث جعلني انسى كل شيء . 

بعد ان التقطت انفاسي واسترحت قليلا بجانب ذلك الرجل الذي سألني ماذا حدث شكرته وتوجهت لسيارتي وذهبت الى صيدلية قريبة لاشتري معقم ولاصق للجروح. بعد ان عرف الصيدلي بماحدث سألني (لماذا لم تترك الحقيبة؟ حياتك اغلى من الحقيبة)!! ربما هذا الصيدلي للاسف لايعلم ان سرعة استجابة المخ البشري و ردة الفعل ليست بالسرعة التي يتوقعها . فأنا كتقدير شخصي اتوقع ماحدث كله في 3 ثواني فكيف يتوقع مني ان افكر هل اترك الحقيبة او لا واتخذ قرار و انفذه !! في حين ان ثانيتين منهم لم استوعب مايجري وماذا يحصل !

الحمدلله رب العالمين ، فعلاً لم اتصور انه ممكن ان يحصل لي في الرياض هذا الشيء ! ربما سمعت كثيراً بقصص انشال الجوالات من ايدي اشخاص وهم يتحدثون باستخدام دراجات هوائية و الهرب سريعاً لكن لما اسمع ان هناك انتشال باستخدام السيارة!

احذر اخواني جميعاً في اي مكان كنتم ،سواء الزملاء في الشركة او في اي شارع او طريق. حاول ان تمشيء على الارصفة بدلاً من اطراف الشارع واذا اضطررت لاتحمل حقائبك باليد التي بجهة الشارع. لاتتحدث في جوالك في الطرقات بدون حذر شديد.

واختم كلامي هذا ( بحسبي من هو حسبي ، حسبي الله ونعم الوكيل )